تأثير السياسة النقدية على تجارة العملات

تأثير السياسة النقدية على تجارة العملات أمر واضح ومعلوم حتى عند عوام الناس وليس حكراً المتداولين والمستثمرين، وفي حال لم تكن تعرف شيئاً عن هذا الأمر فربما سمعت مذيع الأخبار المالية في التلفاز وهو يقول “كان محافظ البنك المركزي متشددًا اليوم بعد صدور البيانات الاقتصادية”، ولكن لعلك لم تفهم المقصود من هذا الخبر.

البنوك المركزية عند صدور بيانات اقتصادية مخيبة للآمال يتجهون لعمل خطط اقتصادية احياناً تكون مؤثرة بشكل كبير على العملات، خاصة العملات المحلية، وفي حالة الولايات المتحدة والدول التي تُستخدم عملاتها كعملات احتياطي عالمي يكون التأثير محلي وعالمي.

في هذا المقال سنوضح لك بالتفصيل كيف تؤثر السياسة النقدية على تجارة العملات الأجنبية، وما هي أهم المصطلحات المستخدمة في الحديث عن هذه السياسة مع معنى كلاً منها، مع أهم الكلمات المستخدمة في وصف الحالة الاقتصادية ومعانيها، مع شرح لكيفية تداول السياسات النقدية، كل هذا وأكثر عند متابعتك لقراءة هذا المقال.

كيف تؤثر السياسة النقدية على تجارة العملات الأجنبية؟

يحدد صانعوا السياسة النقدية في البنك المركزي ما إذا كان عليهم زيادة أو خفض أسعار الفائدة، والتي لها تأثير كبير على سوق تجارة العملات الخاصة بعملة البلد.

فمثلاً يقوم صانعوا السياسة بزيادة أسعار الفائدة لمنع التضخم من الارتفاع الشديد حيث بزيادة أسعار الفائدة يصبح العائد على الاستثمار في عملة تلك البلد مرتفع مما يجذب المستثمرين الأجانب وبالتالي يزيد من قيمة العملة فينخفض التضخم، كما يقومون بتخفيض سعر الفائدة لمنع الانكماش الاقتصادي، مع تحفيز نمو الناتج المحلي الإجمالي.

تؤثر السياسات المتشددة والحذرة على أسعار العملات من خلال آلية تُسمى بـ “التوجيه المستقبلي”، ويحاولوا صانعوا السياسة أن يكونوا شفافين قدر الإمكان حول اتجاه السياسة النقدية.

أهم المصطلحات المستخدمة في الحديث عن تأثير السياسة النقدية على تجارة العملات

هناك العديد من المصطلحات التي تُستخدم في هذا الأمر، ومن أهم تلك المصطلحات المصطلحان “هوكيش” و “دوفيش” اللذان يشيران إلى ما إذا كان من المرجح أن تكون البنوك المركزية متشددة أو حذرة مما ينعكس على سياستها النقدية، وفي الأسطر التالية نوضح كل منهما بشكل مستقل.

ماذا تعني هوكيش – ساسية التشديد؟

يستخدم هذا المصطلح لوصف السياسة النقدية الانكماشية/المتشددة، وفي هذا النوع من السياسة النقدية يمكن القول إن المسؤولين عن البنوك المركزية متشددين إذا تحدثوا عن تشديد السياسة النقدية عن طريق زيادة أسعار الفائدة أو تخفيض الميزانية العمومية للبنك.

يقال إن موقف السياسة النقدية متشدد إذا كان يتوقع زيادات في أسعار الفائدة والتضخم في المستقبل.

تميل أسعار العملات إلى التحرك أكثر عندما يتحول محافظوا البنوك المركزية من التشدد إلى الحذر أو العكس. 

على سبيل المثال إذا كان أحد البنوك المركزية حذرًا مشيرًا إلى أن الاقتصاد لا يزال بحاجة إلى تحفيز، وبعد ذلك ذكر في خطاب لاحق أنهم شهدوا إرتفاعًا في التضخم ونموًا اقتصاديًا قويًا؛ عند ذلك سترتفع قيمة العملة مقابل العملات الأخرى.

الكلمات التي يمكن استخدامها لوصف السياسة النقدية المتشددة

عند ذكر إحدى هذه الكلمات أعلم أن ما يتم التحدث عنه هو السياسة النقدية المتشددة، وهم كالتالي:

  • نمو اقتصادي قوي.
  • زيادة التضخم.
  • تخفيض الميزانية العمومية.
  • تشديد السياسة النقدية.
  • رفع أسعار الفائدة.

ماذا تتضمن السياسة النقدية المتشددة – هوكيش؟

تقوم السياسة النقدية المتشددة على محاربة التضخم بالقيام ببعض الإجراءات، ومن أهم تلك الاجراءات ما يلي:

  • رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم، وبالتالي إرتفاع قيمة العملة مع تدفقات رأس المال إلى عملة ذات سعر فائدة أعلى.
  • تخفيض الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي عن طريق بيع الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري (MBS) والسندات مما يؤدي إلى ارتفاع قيمة العملة، والاحتياطي الفيدرالي هذا هو البنك المركزي للولايات المتحدة بمعنى أن هذا ما يحدث في الولايات المتحدة.
  • تتضمن التوجيهات المستقبلية من البنوك المركزية بيانات إيجابية حول الاقتصاد والنمو الاقتصادي وتوقعات التضخم، وبالتالي إرتفاع قيمة العملة حيث يتوقع المتداولون المزيد من إرتفاع أسعار الفائدة.

ماذا تعني كلمة دوفيش – سياسة الحذر؟

تعني سياسة الحذر وهي تحدث عند توقع انخفاض ​​التضخم أو السير نحو انكماش اقتصادي مما يؤثر على التوجيهات المستقبلية التي ستتضمن خفض أسعار الفائدة أو زيادة التيسير الكمي لتحفيز الاقتصاد.

هناك بعض الكلمات التي يمكن استخدامها لوصف السياسة النقدية الحذرة:

  • ضعف النمو الاقتصادي.
  • انخفاض / انكماش التضخم (تضخم سلبي).
  • زيادة الميزانية العمومية.
  • تخفيف السياسة النقدية.
  • تخفيضات أسعار الفائدة.

ماذا تتضمن السياسة النقدية الحذرة – دوفيش؟

عندما يعاني اقتصاد بلد ما من انخفاض التضخم إلى أقل من 2%، أو سير الاقتصاد نحو الانكماش الاقتصادي يقوم البنك المركزي لتلك البلد بفرض القيوض التالية:

  1. يتم خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد، مع امكانية انخفاض قيمة العملة مع تدفقات رأس المال إلى عملة ذات سعر فائدة أقل.
  2. زيادة الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي من خلال التيسير الكمي (QE)، هذا بالنسبة لما يحدث في الولايات المتحدة، وكل بلد لها سياساتها النقدية التي يتبعها البنك المركزي لتلك البلد.

التيسير الكمي هو شراء الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري (MBS) والسندات التي تزيد من المعروض النقدي في الاقتصاد لتحفيزها، وبالتالي انخفاض قيمة العملة لأن الزيادة في المعروض النقدي تؤدي إلى انخفاض الطلب.

تتضمن التوجيهات المستقبلية من البنوك المركزية بيانات سلبية حول الاقتصاد والنمو الاقتصادي وعلامات الانكماش، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة حيث يتوقع المتداولون انخفاض في أسعار الفائدة.

    يمكنك الحصول على استشارة من شركة تداول مرخصة عبر الضغط على الزر بالاسفل للحصول على افضل الفرص الاستثمارية الحالية:

    كيف تتداول السياسات النقدية؟

    المعنى الصحيح هو تداول العملات وليس تداول السياسات النقدية للبنك حيث لا يوجد شئ في الاقتصاد يسمى تداول السياسة النقدية للبنك، كل ما في الأمر هو أنه عند قيامك بتداول الفوركس فإن السياسات النقدية للبنك تؤثر على استثمارك تأثير بالغ وواضح جداً.

    لذلك من المهم بالنسبة لكل من يعمل في تداول الفوركس أن يقوم بمعرفة اتجاهات البنوك المركزية وخاصةً البنك المركزي الفيدرالي كونه الأكثر تأثيراً على سوق العملات وهذا جزء مهم من التحليل الأساسي.

    يمكن أن يكون لتحول طفيف في لهجة البنك المركزي عواقب وخيمة على العملة، لذلك غالبًا ما يُراقب المتداولون اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة للبحث عن تغييرات طفيفة في اللغة قد تشير إلى المزيد من الإرتفاعات أو الإنخفاضات في الأسعار ومحاولة الاستفادة من ذلك.

    إذا كان البنك المركزي حاليًا في دورة رفع أسعار الفائدة، فسيتوقع السوق إرتفاعًا في أسعار الفائدة في المستقبل. 

    إن مهمة المتداول هي مراقبة البيانات الاقتصادية التي يمكن أن تحول نبرة البنك المركزي إما إلى تشدد أكثر من الوقت الحالي أو إلى حذر. 

    حيث صرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت سابق، قائلاً: “نحن بعيدون جدًا عن الحياد في هذه المرحلة” والتي اعتبرها السوق متشددًا، هذا يعني أنه كان لا يزال يتعين على الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة عدة مرات للوصول إلى المعدل المحايد. 

    ثم في 28 نوفمبر من عام 2021، أصدرت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بيان السياسة النقدية الذي قال فيه جيروم باول أنه رأى أسعار الفائدة “أقل بقليل من الحياد”، في هذا البيان حولت البنوك المركزية نبرتها من التشدد إلى الحذر قليلاً؛ مما أدى إلى انخفاض قيمة العملة.

    لمزيد من الاستفادة من معرفتك بتأثير السياسة النقدية على تجارة العملات تعلم الفوركس والذي سبق أن شرحناه وبيناه بالتفصيل في فوركس ترست العرب.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *