الأزمة المالية العالمية 2008 (الأسباب والحلول)
الأزمة المالية العالمية 2008 رغم مرور سنوات على حدوثها إلا أن زخمها والبحث عنها مازال مستمراً مما يوضح أنها تركت أثر كبير لا يمكن محوه من ذاكرة المستثمرين.
التأثير الكبير لتلك الأزمة على الأسواق المالية العالمية دفعنا إلى إعداد هذا التقرير حول الأزمة المالية 2008، والذي نوضح فيه أسباب أزمة 2008، وحلول أزمة 2008، كما سنجيب عن كافة الأسئلة التي تتردد حول أزمة 2007-2008 العالمية.
ما هي الأزمة المالية العالمية 2008؟
الأزمة المالية العالمية 2008 والتي تعرف بأزمة الرهن العقاري الأمريكية هي أزمة من أشد الأزمات المالية في التاريخ الحديث، والتي تسببت في ركود اقتصادي في العديد من الدول حول العالم.
بدأت تلك الأزمة بانهيار سوق الرهن العقاري الأمريكي حتى طالت بتأثيراتها السوق المالية العالمية في العالم كله، مما استدعى تدخلات حكومية ودولية لتجاوز الأزمة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي.
كانت أزمة 2008 أقسى الأزمات المالية العالمية منذ أزمة الكساد الكبير الذي حدث في أمريكا عام 1930، وتسبب في موجة خسائر عالمية.
ما هي أسباب الأزمة المالية العالمية 2008؟
أكدت كافة الدراسات التي تناولت الأزمة بأن السبب الرئيسي بها كان سوق الرهن العقاري، والذي نتج عنه قروض عقارية كثيرة مما أحدث عجز كبير في السيولة النقدية في البنوك التجارية.
وكذلك مؤسسات الإقراض المصرفي نتيجة التوسع في إعطاء القروض بشكل مبالغ فيه لسنوات طويلة، من دون ضمانات مالية حقيقية وكافية أمام البنوك التجارية.
أسباب اندلاع أزمة الرهن العقاري 2008
تمثلت أسباب إندلاع الأزمة المالية العالمية في الاقتصاد العالمي في الأسباب التالية:
- الإصدارات المكثفة لقروض الرهن العقاري عالية المخاطر والتي منحت لعدد كبير من الناس.
- تقديم قروض رهن عقاري لأشخاص لديهم جدارة ائتمانية منخفضة.
- توريق القروض وتحويلها إلى أوراق مالية معقدة مثل سندات الرهن العقاري.
- موجة المضاربات الكبيرة التي حدثت في السوق العقاري.
- عملية بيع العقارات أو ما عرف باسم آلية سندات رهون بفوائد يتم بيعها من خلال الأسواق المالية العالمية.
- فقدان الثقة وشعور عدم اليقين الذي أصاب الأسواق.
- عدم تنظيم القطاع المالي الموازي بشكل مناسب.
- تقصير الجهات المسؤولة في الاشراف على الهيئات الرقابية.
- أسعار الفائدة المخفضة والسياسات النقدية المشجعة على الاقتراض.
- وكالات التصنيف الائتماني وتصنيفها للعديد من الصناديق عالية المخاطر بتصنيفات ائتمانية مرتفعة ما اعطى احساس عالي بالأمان للمستثمرين تجاه تلك الصناديق الخطرة.
- استخدام نسب رفع مالي بشكل كبير جداً.
نتج عن العوامل السابقة زيادة كبيرة في عمليات سحب الإيداعات من البنوك؛ وذلك بسبب خوف المودعين في ظل حالة من عدم اليقين، مما تسبب ذلك في أزمة سيولة كبيرة.
قد ترى أن الأمر مشابهه لما حدث من انهيار سوق المال السعودي عام 2006 حيث أن انهيار سوق المال السعودي عام 2006 كان سببه أن الأسهم حدث معها نفس الذي حدث في السوق المالي الأمريكي.
ما هي حلول الأزمة المالية العالمية 2008؟
قامت الدول والبنوك والمؤسسات المالية في سبيل مواجهة تلك الأزمة بالحلول التالية:
- خطط الإنقاذ المالي: تم إطلاق برامج إنقاذ مالي للبنوك والمؤسسات المالية، وذلك تحت اسم برنامج الإغاثة من الأصول المتعثرة (TARP) بقيمة 700 مليار دولار لدعم القطاع المالي.
- تخفيض أسعار الفائدة: لتشجيع الإنفاق والاستثمار قامت البنوك المركزية حول العالم بتخفيض أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية منخفضة لدفع الناس إلى إنفاق واستثمار أموالهم.
- تحفيز الاقتصاد: تم إطلاق حزم تحفيز اقتصادي كبيرة في العديد من الدول لدعم النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
- إعادة تنظيم القطاع المالي: تم تعزيز تنظيم القطاع المالي والرقابة عليه وتبني إصلاحات تهدف إلى تجنب تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.
- التعاون الدولي: أدت الأزمة إلى تعزيز التعاون الدولي بين الحكومات والمؤسسات المالية الدولية لتنسيق الجهود للتغلب على الأزمة وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي.
- اطلاق برنامج التيسير الكمي: قامت الحكومة من خلال هذا البرنامج بشراء العديد من الأصول الحكومية المرهونة بالدين لتعزيز السيولة في الأسواق.
- اصلاح الاطر التنظيمية: قامت الولايات المتحدة بإطلاق العديد من القوانين التنظيمية الحديثة لمحاربة الأزمة.
لعلمك خفض سعر الفائدة يتم أيضاً لمواجهة التضخم، وفي حال لم تكن تعرف كيف يحصل التضخم فإنه سبق أن أعددنا تقرير مفصل نجيب فيه عن تساؤل كيف يحصل التضخم المالي بالتفصيل.
حلول الرئيس الأمريكي للأزمة الإقتصادية 2008
قام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقتها باراك أوباما باتخاذ حزمة من الإجراءات؛ لتكون حلول لمنع تفاقم أزمة الاقتصاد المالي الأمريكي؛ من خلال حزمة إنقاذ بلغت سبعمائة مليار دولار أمريكي.
كما قامت وزارة الخزانة الأمريكية بصرف 441 مليار دولار ضمن برنامج إغاثة الأصول المتعثرة أو ما يسمى TARP.
فقامت بشراء أسهم الشركات التي أرادت انقاذها من الأزمة بعد انخفاض أسعار أسهمها، وبذلك حققت أرباح وصلت إلى تسعمائة مليون دولار.
كما ساعد برنامج الإغاثة في شراء الأسهم الممتازة من الشركات من أجل منحهم السيولة النقدية الكافية للبقاء، بالإضافة إلى إنقاذ شركات السيارات من خلال ضخ 79 مليار دولار أمريكي.
كذلك تم تخصيص مبلغ 19 مليار دولار من أجل إنقاذ أسواق الإئتمان داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها.
كما وقع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على حزمة إنعاش لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من خلال خفض الضرائب وفحص خطط التحفيز، وساهم ذلك في إنقاذ الشركات الصغيرة والمستهلكين.
بعد كل ذلك بحلول عام 2009 تمكن الاقتصاد الأمريكي من الخروج من الازمة ولكنه احتاج وقت أكثر في بقية دول العالم.
جهود نحو التعافي من الأزمة المالية العالمية
كانت جهود العالم التي قام بها للتعافي من الأزمة المالية العالمية كالتالي:
- توفير خطة إنقاذ مصرفية بقيمة 700 مليار دولار.
- حزمة التحفيز في فبراير 2009.
- أعلن أوباما عن خطة بقيمة 75 مليار دولار للمساعدة في حل الأزمة.
- برنامج إعادة التمويل في مارس 2009 المقدم لأصحاب المنازل (HARP).
من المسؤول عن الكساد الكبير؟
يلقي العديد من الاقتصاديين الجزء الأكبر من اللوم على سياسات الإقراض العقاري المتراخية التي سمحت للعديد من المستهلكين بالاقتراض أكثر بكثير مما يمكنهم تحمله، ولكن هناك كثير من اللوم الذي يقع على كل من:
- البنوك التي قامت بتسويق ملكية المنازل للأشخاص الذين لا يستطيعون سداد الرهون العقارية التي عُرضت عليهم.
- شركات التأمين كان لها نصيب الأسد من التسبب في هذه الأزمة، حيث كان الانهيار الكبير وحدوث الأزمة الفعلي وقتما عجزت شركات التأمين عن تسديد بورصات التأمين التي كان يجب عليها الالتزام بها.
- المستثمرون الكبار الذين اشتروا تلك الرهون العقارية وقاموا بالترويج لها لإعادة بيعها للمستثمرين.
- الوكالات التي أعطت حزم الرهن العقاري تلك أعلى تصنيفات استثمارية، مما يجعلها تبدو آمنة.
- المستثمرون الذين فشلوا في التحقق من نهاية هذه الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر.
الدروس المستفادة من الأزمة العالمية التي حدثت عام 2008
لو كان علينا الاستفادة من هذه الأزمة العالمية فسيكون حتماً عليما الاستفادة بالأمور التالية:
- المستويات المرتفعة من الديون، والقدرة غير المؤكدة للمقترضين على سداد الديون، والتوقع الذي يكون في غير محله من المستثمرين يكون بداية أزمة اقتصادية لذلك عليك الانتباه إذا تكرر ذلك مرة أخرى.
- قد يكون للاستثمارات التي يتم إجراؤها على المدى القصير عواقب طويلة المدى يجب أخذها في الاعتبار بعناية.
الأسئلة الشائعة حول الأزمة المالية العالمية 2008
جمعنا لك مجموعة من الأسئلة التي ترددت حول أزمة 2008 العالمية، ونذكر لك تلك الأسئلة مع إجاباتها في الأسطر التالية.
كم من الوقت استمر الكساد في الأزمة العالمية؟
استمر الركود لمدة 18 شهرًا، وكان هذا هو أطول ركود اقتصادي منذ عام 1960، حيث استمر متوسط الركود 11 شهرًا.
ما الحل في الأزمات المالية؟
عند التعرض لأي أزمات مالية لا بد من إنشاء ميزانية، وذلك لأن أفضل الطرق للتعامل مع الأزمة المالية وضع خطة ميزانية جيدة.
متى تعافى الاقتصاد من عام 2008؟
بدأ الاقتصاد في النمو في منتصف عام 2009، بعد سن قانون الاستقرار المالي، ووقتها بلغ متوسط النمو الاقتصادي 2.3 في المائة سنويًا من منتصف عام 2009.
متى بدأت أزمة 2008؟
كانت بداية الأزمة عام 2007 لذلك تعرف بأزمة 2007 – 2008 حيث بدأت عندما بدأ انخفاض سعر العقارات الحاد في عام 2007 وعند ذلك تعثر المقترضين في تسديد فوائد القروض العقارية.
في حال كان لديك المزيد من الأسئلة حول الأزمة المالية العالمية أو أي أسئلة بوجه عام يمكنك مشاركتها معنا عبر التعليقات وسيقوم خبير فوركس ترست العرب بالرد عليك في أقرب وقت ممكن.