ما هي المخاطر الجيوسياسية مع أمثلة عليها

يعد فهم المخاطر الجيوسياسية أمر مهم للغاية بالنسبة لكل مستثمر كونه أمر له تأثيرات على السوق المالي بالكامل، بل وربما للأسواق المالية للمنقطة ككل، بل وقد يصل إلى الأسواق المالية في العالم أجمع مثلما حدث في جائحة كورونا.

لذلك يعد فهم المخاطر الجيوسياسية جزء لا يتجزأ من التحليل الأساسي في الاستثمار، خاصةً في عالم اليوم الذي أصبح أكثر ترابطًا وتعقيدًا، كما أصبح مليء بالمخاطر الجيوسياسية بشكل أكبر بكثير من السابق.

لذلك أعددنا لك هذا الشرح حول المخاطر الجيوسياسية الذي نقدم لك فيه تعريف بما هي المخاطر الجيوسياسية، وتأثيرها على الأسواق، وكيفية التعامل معها، وأنواعها، وغيرها من المعلومات، فتابع حتى النهاية لتتعرف على كل ذلك.

ما هي المخاطر الجيوسياسية

المخاطر الجيوسياسية هي مخاطر كما يظهر من أسمها قد تكون مشاكل تتعلق بالأرض أو الموقع الجغرافي الذي تقع فيه الدولة أو المنطقة، كما قد تكون مخاطر سياسية كالأزمات الدبلوماسية بين البلاد، وحدوث صراعات دولية وغيرها من المخاطر.

وبشكل عام فإن المخاطر الجيوسياسية تكون من قبيل المشاكل والتهديدات التالية:

  • التوترات السياسية.
  • النزاعات العسكرية.
  • الثورات.
  • الأزمات الدبلوماسية.
  • الكوارث الطبيعية.
  • تغير المناخ.

جميع النقاط السابقة على سبيل المثال لا الصر، وفي الفقرة التالية نذكر لك كيف تؤثر هذه العوامل على الاقتصادات العالمية والمحلية والأسواق المالية.

تأثير المخاطر الجيوسياسية

هناك العديد من التأثيرات للمخاطر والمشاكل الجيوسياسية على الأسواق المالية، ومن أهم تلك المخاطر ما يلي:

  1. تأثير على أسعار العملات: الاضطرابات الجيوسياسية في منطقة معينة يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في قيمة عملتها، حيث يميل المستثمرون إلى البحث عن “ملاذات آمنة” مثل الذهب أو الدولار الأمريكي بدلاً من امتلاك عملة تلك البلد.
  2. تأثير على أسعار السلع: النزاعات في مناطق غنية بالموارد يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أسعار السلع مثل النفط والغاز الطبيعي، مما يؤثر على الاقتصاد العالمي.
  3. تأثير على الأسواق المالية: التوترات الجيوسياسية يمكن أن تخلق حالة من عدم اليقين بين المستثمرين، مما يؤدي إلى تقلبات في الأسواق المالية ويؤثر على قرارات الاستثمار.

كيفية التعامل مع المخاطر الجيوسياسية

لا يمكن بالنسبة للمستثمر التأثير على العوامل الجيوسياسية، بل وحتى لا يمكن لمجموع المستثمرين التأثير على تلك الأحداث، حيث تكون في أغلب الأحيان خارجة عن إرادة الجميع، لذلك كل ما يكون في وسعك كمستثمر أن تعرف كيف يمكنك التعامل مع تلك المخاطر، ويمكنك القيام بذلك من خلال إتباع النقاط التالية:

  1. التنويع: واحدة من أفضل الطرق للتخفيف من المخاطر الجيوسياسية هي التنويع، ليس فقط بين الأصول المالية ولكن أيضًا جغرافيًا، فلا تستثمر في سوق مالي واحد بل عليك التفكير في القفز فوق الجغرافيا والبحث عن أسواق مالية أخرى.
  2. المتابعة الدقيقة للأخبار: يجب على المستثمرين متابعة الأحداث الجيوسياسية الرئيسية وتحليل تأثيرها المحتمل على استثماراتهم.
  3. المرونة في الاستراتيجيات: المستثمرون يحتاجون إلى القدرة على التكيف وإعادة تقييم استراتيجياتهم الاستثمارية بناءً على تطور الأحداث الجيوسياسية.
  4. استخدام العقود الآجلة والخيارات: يمكن استخدام الأدوات المالية مثل العقود الآجلة والخيارات للتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية.
  5. الاستثمار في الملاذات الآمنة: في أوقات الأزمات الجيوسياسية، قد يكون من الحكمة الاستثمار في أصول تعتبر ملاذات آمنة مثل الذهب، الدولار الأمريكي، أو الشركات الراسخة في الأسواق المالية البعيدة عن تلك الأزمات.

فهم المخاطر الجيوسياسية وكيفية إدارتها يعتبر جزءاً حيوياً من التحليل الأساسي للمستثمرين الراغبين في تحقيق استثمارات ناجحة ومستقرة على المدى الطويل.

الاستثمار في الإسكانات الجديدة و مبيعات المساكن القائمة من الاستثمارات التي تسيل شهية المستثمرين الذين يفضلون الاستثمار في القطاع العقاري، وذلك كون القطاع العقاري من أكثر العقارات استقراراً وربحية، لذلك ننصحك إذا كنت من المستثمرين الراغبين في الاستثمار في الإسكانات الجديدة و مبيعات المساكن القائمة يمكنك الإطلاع على شروحات فوركس ترست العرب التي أعدها فريق فوركس ترست العرب حول هذا النوع من الاستثمارات.

أنواع المخاطر الجيوسياسية

هناك العديد من أنواع المخاطر الجيوسياسية، والتي من أكثرها خطراً وتأثيراً على الأسواق ما يلي:

  1. الكوارث الطبيعية.
  2. الحروب والنزاعات المسلحة.
  3. الانتخابات والتغيرات الحكومية.
  4. الكوارث التي تحدث في دولة أخرى.
  5. الاضطرابات المالية وهروب رؤوس الأموال.
  6. حدوث تقلبات في سعر الدولار الأمريكي.

الكوارث الطبيعية

الكوارث الطبيعية لها تأثير كارثي على قيمة العملات، حيث يمكن للكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين وأمواج تسونامي والأعاصير أن تسبب دمارًا مروعًا للدولة واقتصادها، والذي عادةً ما يكون لمثل هذه الكوارث نفس التأثير السلبي على عملة الدولة.

في التحليل الأساسي يمكن أن تؤدي الخسائر في الأرواح والأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية لا محالة إلى انخفاض العملة.

كما يؤدي الضرر الكبير الذي لحق بالبنية التحتية التي تعد العمود الفقري لأي اقتصاد، وبالتالي إلى استنزاف الأموال من خزينة الدولة للقيام بالإصلاحات والأعمال المطلوبة في المناطق المتضررة، مما يتسبب في حدوث تأثير فوري على أسعار صرف العملات.

من أمثلة هذا النوع من المخاطر ضرب الزلزال والتسونامي اليابان في 11 مارس / آذار 2011، تلك الحادثة التي قتلت أكثر من 10000 شخص ودمرت مدن بأكملها وهددت الدولة بإشعاعات كبيرة إثر انفجار محطة فوكوشيما النووية.

علاوةً على ذلك وقبل هذه الكارثة انخفض زوج العملات الين الياباني / الدولار الأمريكي USD / JPY إلى أدنى مستوياته في 10 سنوات عند 83.00.

ذلك على الرغم من حقيقة أن اليابان كانت في ركود لمدة 8 سنوات ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي كانت أكثر من 200٪ وهو أعلى مستوى بين الدول الصناعية، ووزراء ماليتها لا يحبون أن تكون عملتهم بهذه القوة؛ وذلك للطبيعة الخاصة للاقتصاد الياباني.

المفاجأه في اليابان

ولكن المفاجئة كانت عندما انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 6.18٪ في يوم واحد ليعود الين إلى الصدارة وينخفض الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بمقدار 350 نقطة وهو أدنى مستوى له في 10 سنوات عند 79.55. فكرة إعادة قوة العملة هذه لا يمكن أن تمتد بسهولة إلى دول أخرى.

اليابان (مثل الصين) فريدة من نوعها في امتلاك كمية لا تصدق من العملات الأجنبية المخزنة (خاصةً الدولار الأمريكي)، وذلك نتيجة للفائض التجاري الإيجابية الذي استمر لعقود طويلة.

وبالتالي يمكن لمواطنيها والشركات العودة إلى بلادهم (بيع استثماراتها الأجنبية والتحويل مرة أخرى إلى الين) بشكل أكثر بكثير من معظم الدول الصناعية الأخرى.

كوننا ذكرنا التحليل الأساسي فإن الدين الحكومي في التحليل الاساسي من الأمور المؤثرة على التحليل الأساسي بشكل كبير، فكلما زاد معدل الدين الحكومي انخفضت قيمة العملة والعكس صحيح، لذلك يكون للأمر تأثير متفاوت على مختلف القطاعات، لذلك من المهم التعرف على الدين الحكومي في التحليل الاساسي  قبل الاستثمار في دولة ما.

الولايات المتحدة

في التحليل الاساسي تعتبر الولايات المتحدة في مأزق آخر، فقد عانت من عجز تجاري على مدى عقود ويعيش معظم مواطنيها وشركاتها من الأموال المقترضة.

تسبب إعصار كاترينا في خسارة الدولار الأمريكي 300 نقطة مقابل اليورو في أعقاب الحدث مباشرة في 25 أغسطس 2005، في غضون يوم واحد فقط، وتوقف اقتصاد الجنوب بأكمله، واستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن يتمكنوا من العودة إلى حيث هم الآن.

هذا الإعصار أسقط الدولار الأمريكي بسرعة كبيرة عندما حدث، لأن المضاربين اعتقدوا أن الحكومة ستتحمل عجزًا إضافيًا في الإنفاق لإعادة بناء نيو أورلينز.

في السوق الأمريكي يعتبر عامل العمالة و البطالة و تأثيرها على الاقتصاد من أهم العوامل التي تؤثر تأثير واضح بشكل كبير وظاهر على الاقتصاد وتندرج أيضاً تحت التأثير الأساسي، وبل ولا عنى لكن مستثمر يرغب في تعلم التحليل الأساسي عن تعلم العمالة و البطالة و تأثيرها على الاقتصاد بالتفصيل، فلطالما كانت لها تأثيرات ظاهرة خاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية.

الحروب والنزاعات المسلحة

الحرب مدمرة لكل شيء سواء في التحليل الاساسي أو غيرة، بل ولا تحتاج إلى تحليل لترى نتائجها بنفسك حيث أن لها تكاليف اقتصادية خطيرة كخسارة المباني، والبنية التحتية، وانخفاض عدد السكان العاملين، وارتفاع الديون، وتعطيل النشاط الاقتصادي العادي، بما في ذلك العملات الورقية التي تعمل على تأجيج الحرب.

كل حرب كبرى في القرن الماضي جلبت التضخم إلى حد ما، مما أدى إلى فقدان مدخرات الناس وانعدام الثقة في النظام المالي والسبب الرئيسي هو أن الحروب باهظة الثمن ويجب دفع ثمنها بطريقة ما. 

ترتفع الأسعار والأرباح بينما تنخفض الأجور والقوة الشرائية، وتتآكل المدخرات من خلال الآلية غير المرئية لـ “ضريبة التضخم” مما يعني أن الحكومة تعاني من عجز كبير من حيث القيمة الأسمية ولكنه أصغر بكثير عندما يتم أخذ التضخم في الاعتبار.

تأثير الحروب على الدولار 

لا عجب أن الدولار الأمريكي انخفض بأكثر من 50٪ مقابل جميع العملات الأخرى من عام 2002 إلى عام 2008 عندما كانت الولايات المتحدة في نفس الوقت منخرطة في حرب مكلفة وطويلة الأمد ضد العراق وأفغانستان.

ليست الولايات المتحدة المثال الوحيد حيث يمكنك النظر إلى كافة النماذج التي خاضت حروب ونزاعات مسلحة وأنظر إلى النتيجة بنفسك، فبمجرد مطالعة التلفاز ستدرك حجم الكارثة.

الانتخابات أو التغييرات الحكومية

يمكن أن تتسبب الثقة أو الحذر في الإدارة الجديدة في جذب المستثمرين أو فرارهم من العملة المحلية، حيث ينمو الاقتصاد ويزدهر بشكل يتناسب مع مدى كون الرئيس القادم فعال بالنسبة لاقتصاد بلاده.

ولكن إذا تم التصويت على الرؤساء الجدد لتولي مناصبهم ولم يكن لديهم الثقة والحكمة لإدارة بلدهم بشكل فعال فإن الأموال ستغادر البلاد.

تأثير الانتخابات

أو إذا أراد القادة الجدد الاقتراض وإنفاق المزيد من الأموال على البرامج الاجتماعية أو الحروب الخارجية أكثر مما يمكنهم تحصيله من الضرائب، حتماً ستغادر الأموال البلاد، وإذا أراد القادة الجدد تأميم أي شركات أو صناعات كبرى (جعل الصناعة ملكاً للدولة أو ما يعرف بالتأميم) فالأموال ستغادر البلاد.

إذا أراد القادة الجدد فرض زيادات ضريبية أو لوائح غير ضرورية فإن الأموال ستغادر البلاد، والقاعدة الأساسية هي أن المال ينجذب إلى الحكومات المتواضعة الطموحة والصديقة للأعمال والاستثمار.

الاضطرابات في دول أخرى

عانى الدولار الأمريكي من الاضطرابات السياسية التي حصلت في الشرق الأوسط في عام 2011 (ما يسمى بالربيع العربي في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، والبحرين، وسوريا).

وأظهرت البيانات أن الدولار الأمريكي ينخفض عندما ترتفع أسعار النفط بحيث يتسبب ارتفاع أسعار النفط في حدوث تضخم وانخفاض قيمة الدولار ليهرب المستثمرون إلى أدوات نقدية أخرى آمنة مثل الذهب.

الاضطرابات المالية والهروب إلى بر الأمان

وهو قيام المتداولين بنقل أموالهم من بلد إلى آخر استجابةً للمخاطر المالية العالمية، ومن المعتاد في التحليل الاساسي أن يكون الدولار الأمريكي هو العملة التي يلجأ إليها المستثمرون استجابة للمخاطر المالية العالمية المتزايدة.

فعلى سبيل المثال في الأزمة البنكية لعام 2008 لجأ المستثمرون إلى الدولار الأمريكي الآمن حيث انهارت جميع الأسواق المالية الأخرى في العالم أجمع.

حال الدولار الأمريكي

ولكن على نحو متزايد مع الضعف المستمر للدولار الأمريكي وقلق المستثمرين بشأن الديون السيادية الأوروبية، وسقف الديون الأمريكية عاود المستثمرون الهروب إلى الذهب والفرنك السويسري.

حيث كان يُنظر إلى الذهب على أنه أداة نقدية حقيقية محصنة ضد التضخم بدلاً من العملة الورقية الورقية المحكوم عليها بالاندثار بفعل التضخم، حتى وإن كان الدولار الأمريكي هو تلك العملة.

يتمتع السويسريون بفائض في الحساب المالي والجاري، ومعدل تضخم منخفض، ونسبة منخفضة من الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي يهرب المستثمرون إلى الفرنك السويسري الآمن عندما لا يتلاعب البنك المركزي السويسري به بشكل مفرط.

قد أجبنا سؤال ما هي المخاطر الجيوسياسية، وقدمنا نبذة عن أنواع المخاطر الجيوسياسية، وكيفية تجنبها، كما ذكرنا أمثلة عليها، في حال كان لديك مزيد من المعلومات التي تبحث عنها يمكنك أن تسألنا في التعليقات وسنجيبك في أقرب فرصة ممكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *